شراكة “كارس تيك” و”أومودا وجايكو” لبناء صناعة سيارات طموحة في الجزائر

Omoda 5 - OMODA JAECOO ALGERIE

خلال المنتدى الجزائري-الصيني 2025، أعلنت كارس تيك، إحدى شركات مجموعة إيريس الجزائرية الرائدة في صناعة الإلكترونيات والإطارات، عن شراكة استراتيجية مع أومودا وجايكو، العلامة التابعة لمجموعة تشيري الصينية العملاقة. يهدف هذا المشروع المشترك إلى إنشاء مصنع حديث لإنتاج السيارات السياحية في الجزائر، في خطوة تاريخية لتأسيس صناعة وطنية. مع خمسة طرازات مبتكرة وتوقعات بتحقيق نمو اقتصادي كبير، يعيد هذا التعاون رسم ملامح مستقبل السيارات في البلاد.

مصنع لتأسيس صناعة محلية

سيُنتج المصنع الجديد خمسة طرازات متنوعة: أومودا C3، كروس أوفر مستقبلي بتقنيات متطورة؛ أومودا C5، أنيق ومريح للمدن؛ أومودا C7، كروس أوفر جريء يعيد تعريف الفئة؛ جايكو J5، سيارة دفع رباعي قوية للمغامرات؛ وجايكو J7، دفع رباعي فاخر يجمع بين الأداء والأناقة. تلبي هذه الطرازات الطلب المتزايد في الجزائر على سيارات متعددة الاستخدامات ومتصلة، تناسب المدن والتضاريس الوعرة على حد سواء.

من الناحية الاستراتيجية، يتجاوز هذا المشروع مبادرات العديد من العلامات التجارية التي تركز على الاستيراد. تعتمد شراكة كارس تيك-أومودا على الإنتاج المحلي، مما يعزز الاستقلال الصناعي. مع التركيز على التوظيف المؤهل والابتكار، يمكن أن يصبح هذا المصنع مركزًا إقليميًا، مما يعزز مكانة الجزائر في قطاع السيارات الإفريقي.

تشكيلة عصرية ومتنوعة

تجمع الطرازات بين الأناقة والأداء. يستهدف أومودا C3 الشباب الحضريين بتقنياته المتقدمة، بينما يجذب C5 عشاق الراحة الفاخرة. يبرز C7 بتصميم جريء، ويتألق جايكو J5 خارج الطرقات المعبدة، في حين يقدم J7 مزيجًا من القوة والرقي، منافسًا سيارات مثل هيونداي توسان.

مقارنة بسيارات فيات مثلا، تتميز مجموعة أومودا وجايكو بمميزاتها الفاخرة-الاقتصادية، مع تقنيات غائبة عن منافسين مثل كيا. هذا التنوع يلبي سوقًا جزائريًا يبحث عن الحداثة، حيث تنمو مبيعات السيارات الجديدة بنسبة 10% سنويًا.

نقل تكنولوجي طموح

قال جمال قيدوم، نائب رئيس مجموعة إيريس: “هذا الاستثمار يخلق سلسلة قيمة محلية”. بالنسبة لإيريس، الرائدة في الإلكترونيات والإطارات، تتيح الشراكة تنويع محفظتها والاستفادة من خبرة تشيري، سابع أكبر صانع سيارات عالميًا. أما بالنسبة لأومودا وجايكو، فهي بوابة للسوق الإفريقي الواعد بـ1.4 مليار مستهلك. يتوقع المصنع خلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، مع نقل معرفة يعزز الكفاءات المحلية.

مقارنة بمشاريع أخرى في المنطقة، تبرز هذه الشراكة بحجمها وتركيزها التكنولوجي. بينما يركز بعض المنافسين على التجميع البسيط، تهدف كارس تيك وتشيري إلى تكامل أعمق، يشمل البحث والتطوير، مما يضمن استدامة طويلة الأمد للمشروع.

تأثيرات اقتصادية كبيرة

من المقرر أن يبدأ المصنع عملياته في 2026، مما يعزز الاقتصاد عبر التوريد المحلي والتدريب. بتلبية الطلب المحلي – المقدر بـ400,000 سيارة سنويًا – سيقلل المشروع من الاعتماد على الواردات، وهو تحدٍ رئيسي في بلد تعاني من ندرة العملات الأجنبية. بأسعار تنافسية، قد تستحوذ الطرازات على 15% من السوق بحلول 2030.

في سياق يجذب فيه إفريقيا صانعي سيارات من كل العلامات، يضع هذا المشروع الجزائر كمركز صناعي. من خلال دمج الموردين المحليين، يعد بنمو مستدام، على عكس الأساليب التجارية البحتة لعلامات أخرى.

مستقبل سيارات جزائري

تمثل هذه الشراكة خطوة حاسمة للصناعة الجزائرية. مع طرازات مثل جايكو J7 وأومودا C5، لن ينتج المصنع سيارات فحسب، بل دفعة اقتصادية وتكنولوجية. التسليمات الأولى، المتوقعة بنهاية 2026، قد تغير شكل الطرق الجزائرية، مع احتمال التصدير إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

في الختام، يحيي تحالف كارس تيك-أومودا وجايكو حلم صناعة سيارات جزائرية. بين تصاميم جريئة، وظائف محلية وخبرة صينية، يبني هذا المشروع مستقبلًا تنتقل فيه الجزائر من الاستهلاك إلى الإنتاج. بالنسبة للسائقين والاقتصاد، إنه وعد بالتنقل والازدهار، صنع في الجزائر.